كاميرات لكشف الكذب في المطارات

3B8F0D53-D4A0-499A-A2E1-F3A534ED584E.jpeg
المتقدمİleri

                                                                                                                                      (1)

تعتمد الوكالات الأمنية على مجموعة كبيرة جدا من الأساليب لكشف الكذب والخداع، فبعض خُبراء لغة الجسد قادرون على رصد تلك الحالات عبر دراسة حركة الشخص أثناء استجوابه. وبينما يُفضّل بعض تلك الوكالات وصل الشخص بجهاز لكشف الكذب، يلاحَظ أن تلك التقنيات قد ينجح بعض الناس في خداعها بعد تدريب مُكثّف، ولأجل ذلك خرجت تقنيات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

(2)

 بالاعتماد على التقنية يُمكن لخوارزميات الرؤية الحاسوبية معرفة تعابير وجه المُستخدم وتفسيرها عند الضحك، أو الغضب، أو الحزن، أو أي تعبير آخر ظاهر، تماما مثل قدرة الإنسان على تمييز تلك التعابير. لكنّ الباحثين في جامعة "إم آي تي" عملوا منذ عام 2015 على تطوير خوارزميات أقوى قادرة على تفسير التعابير المخفيّة خلف التعابير الظاهرة، لتكون قادرة بذلك على كشف حالات الخداع لتعويض القصور الحاصل في الأساليب التقليدية بشكل عام.

ولم يكتفِ العُلماء بما هو ظاهر، بل حاولوا أيضا دراسة بعض التعابير الخفيّة التي تظهر على الوجه عند الضحك بشكل كاذب، أو عند تزييف أي تعبير ظاهر، لكن هذا الأمر لا يُمكن رصده بالعين المُجرّدة إلا في حالات نادرة، لتكون التقنية الخيار الأمثل في مثل تلك الحالات، فالخوارزميات تطوّرت وأصبحت قادرة على تكبير كل جزء من الوجه لرصد التعابير الخفيّة، ولتُصبح الآلة قادرة على معرفة الحالة الحقيقة لأي شخص بمجرّد التقاط صور له.

(3)

قرّر الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع هنغاريا، بدء اختبار نظام "آي بوردر كنترول"، النظام الذي سيُساعد عناصر الأمن على المنافذ الحدودية في تأكيد هوية المُسافرين من جهة، والتأكّد من صحّة نيّاتهم من جهة أُخرى، وهذا عبر مجموعة من التقنيات من بينها كاميرا تعتمد على الذكاء الاصطناعي لكشف الكذب

  عند الوصول إلى اليونان أو المجر أو لاتفيا، وهذا في الفترة الأولى فقط، سيتوجّه المُسافرون إلى مُساعد رقمي يقوم بأخذ صورة لجواز السفر، وصورة لتأشيرة الدخول، مع الضمانات المالية أيضا، ثم يقوم فيما بعد بتشغيل كاميرا والبدء بطرح مجموعة من الأسئلة على المُسافر، وهنا يأتي دور الرؤية الحاسوبية وتقنيات التعرّف على الوجه لتحليل تعابير الوجه ومعرفة ما إذا كانت الإجابات صحيحة أم كاذبة. وبعد ذلك يتّجه الشخص إلى مكتب ختم جوازات السفر، وهذه خطوة ثانية لا مفرّ منها، وسيقوم الموظّف خلالها بالتأكّد من صورة الشخص ومن أوراقه أيضا، مع النظر إلى النتيجة التي قدّمها المُساعد الرقمي، وفي حالة وجود حالات كذب سيتم تحويل الشخص لتحقيق مُكثّف لاتخاذ القرار النهائي فيما بعد.

(4)

لم تنشر الشركة المسؤولة عن تطوير نظام "آي بوردر كنترول" أي تفاصيل تقنية عن المشروع الذي تبلغ تكلفة تطويره أكثر من 4.5 ملايين يورو، وتلك تكاليف دفعها الاتحاد الأوروبي بالكامل، وهو ما يؤكّد جدّية العمل على المشروع وضرورة خروجه للنور في أسرع وقت مُمكن بعد الانتهاء من الفترة التجريبية لمدة ستة أشهر.

 

(5)

على الرغم من ميزانية التطوير الضخمة، والاختبارات الكثيفة، فإن تلك الأنظمة قد تفشل، خصوصا أن دراسة حالة وجه المُسافر بعد استقلال الطائرة قد تكون غير منطقية؛ لأن بعض الناس قد يواجه انزعاجات تؤدّي إلى ملامح وجه غير سويّة بالنسبة للنظام. هذا الكلام نظري ولا يعتمد على حقائق علمية، ولكن ماذا عن الحالات التي فشلت فيها أنظمة مُشابهة؟

  في يوم المُباراة النهائية لبطولة دوري الأبطال الأوروبي التي جرت في "كادريف استخدمت الشرطة الويلزيّة أنظمة للتعرّف على الوجه مُربوطة بقواعد بيانات تحتوي على آلاف الصور للمُشجّعين القادمين لحضور المُباراة، إلا أن الصدمة كانت في نسبة التعرّف الخاطئ التي بلغت 92% تقريبا. فبحسب التقرير الرسمي فإن النظام استُخدم 2470 مرّة، فجاءت 2297 منها تبيّن أن الشخص الموجود أمامه مُجرم مطلوب، لكن الواقع بيّن عكس ذلك حيث أكّدت التحرّيات أن تلك النتائج خاطئة 100%.

وفي مكان ليس ببعيد عن المملكة المُتحدة، وتحديدا في الولايات المُتحدة الأميركية، أظهرت التجارب أن أنظمة التعرّف على الوجه أخطأت أكثر من 15% عند استخدامها وقامت بالإشارة إلى بعض المواطنين على أنهم مطلوبون ومُتّهمون مع أنّ سجّلاتهم الأمنية خالية من أي شائبة ومما جعل الوضع أكثر سوءا أن خطأ تلك الخوارزميات زاد مع النساء وأصحاب البشرة السوداء؛ ليبدأ مجلس الشيوخ سجالات حول شرعية استخدام هذه الأنظمة في الوقت الراهن.

(6)

 في المُقابل، فإن تلك الأنظمة نفسها نجحت في مُساعدة رجال الشرطة على اعتقال مجموعة من المطلوبين، فقد تعرّفت على أكثر من 2000 شخص بشكل صحيح، وساهمت في إلقاء القبض على أكثر من 450 منهم.

 في الوقت الراهن، لا يزال الحديث عن الاعتماد على هذه التقنيات ضمن دائرة ضيّقة، فالاتحاد الأوروبي يُريد رفع مستوى الدقّة خلال الأشهر الستة المُقبلة أملا في الوصول إلى الحد الأدنى المطلوب، أما الصين فقد دفعت أكثر من 6.4 مليارات دولار لتطوير كاميرات مع أنظمة التعرّف على الوجه، لتكون الرؤية الحاسوبية الوجهة الجديدة للشرطة وللوكالات الأمنية.

حَدِّدْ مَا هُوَ صَوابٌ ومَا هُوَ خَطَأٌ مِن المَعْلوماتِ التّالِيَة

اخْتَر الْإِجَابَةَ الصَّحِيحَةَ لِكُلٍّ مِن الأسْئِلَةِ التّالِيَة