بانَتْ سُعاد

بَانَتْ سُعادُ فقَلْبِي الْيَوْمَ مَتْبُولُ            مُتَيَّمٌ إِثْرَهَا لَمْ يُفْدَ مَكْبُولُ

أَمْسَتْ سُعَادُ بِأَرْضٍ لا يُبَلِّغُهَا       إِلَّا الْعِتَاقُ النَّجِيبَاتُ الْـمَرَاسِيلُ

وقَال كلُّ خَلِيلٍ كُنْتُ آمُلُهُ              لَا أُلْفِيَنَّكَ إِنِّي عَنْكَ مَشْغُولُ

فَقُلْتُ خَلُّوا طَرِيقِي لَا أَبَا لَكُمُ          فُكُلُّ مَا قَدَّرَ الرَّحْمَنُ مَفْعُولُ

كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وإِنْ طَالَتْ سَلامَتُهُ    يَوْمًا عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ

أُنْبِئْتُ أنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَنِي         والْعَفْوُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَأْمُولُ

مَهْلًا هَدَاكَ الَّذِي أَعْطاكَ نَافِلَةَ الْــــــــقُرْآنِ فِيها مَواعيِظٌ وتَفْصِيلُ

لَا تَأْخُذَنِّي بِأَقْوَالِ الْوُشَاةِ، ولَمْ      أُذْنِبْ، وإِنْ كَثُرَتْ عَنِّي الأَقَاوِيلُ

إِنَّ الرَّسُولَ لَنُورٌ يُسْتَضاءُ بِهِ          مُهَنَّدٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ مَسْلُولُ

 المصدر:

* النص من ديوان كعب بن زهير

تحقيق الدكتور محمد يوسف نجم

دار صادر، بيروت 1995، ص: 84

* التسجيل بصوت الأستاذ عارف حجاوي

الشاعر
كعب بن زهير بن أبي سُلمى (ت 26هـ/ 646م) أحد كبار الشعراء المخضرمين الذين عاشوا في الجاهلية والإسلام. 

كا ن كعب يعارض الإسلام ويهجو المسلمين، وبعد فتح مكّة وتمكُّن الإسلام جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وأنشده هذه القصيدة يمدحه بها ويطلب منه العفو، فعفا عنه وأهدى إليه بردته. 

النص
هذه الأبيات من قصيدة كعب بن زهير المشهورة بـ"بانت سعاد"، وفي مقدمتها يشكو بُعد حبيبته سعاد وما يعانيه قلبُه بسبب ذلك من ألم العشق والفراق، وتعتبر هذه المقدمة الغزلية مدخلا مهما وعنصرا أساسيا في بنية القصيدة العربية آنذاك. 

وبعد المقدمة يشير كعب إلى إعراض الناس عنه وتنكّر أصدقائه له بعد انتصار الإسلام، ويرد على ذلك بحكمة تظهر أنّ الأمور تخضع للقَدَر وأن الموت حتم ونهاية لا مفرّ منها.  

ثم تأتي بقية الأبيات في مدح النبي صلى الله عليه وسلم والاعتذار إليه وطلب العفو منه.

حَدِّدْ مَا هُوَ صَوابٌ ومَا هُوَ خَطَأٌ مِن المَعْلوماتِ التّالِيَة

اخْتَر الْإِجَابَةَ الصَّحِيحَةَ لِكُلٍّ مِن الأسْئِلَةِ التّالِيَة