إلى السجناء ستصل عما قريب هذه الكتب التي تبرعت بها مكتبة عامة في الرباط..
"أعط كتابا.. تحرِّرْ سجينا".. عنوان المبادرة الفريدة من نوعها.. صاحب الفكرة مصطفى الحسناوي، عاش فترة من الزمن في غياهب السجن، وذاق مرارة الوحدة، ولم يجد حينها أنيسا خيرا من الكتاب، ففكّر اليوم في مَنْ وراء القضبان.
- "طُرحت هذه المبادرة، لأن الفئة المستهدفة فئةُ السجناء، وهي فئة هشة، هي فئة تحول الأسوار والقضبان دون أن تستمتع وتبحر في عوالم الكتب".
انطلقت المبادرة مع بداية العام الجديد، وسريعا تطوَّع خمسون شابا لجمع الكتب في أكثر من ثلاثين مدينة مغربية. وفي غياب الموارد المالية، لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا محوريا في التعريف بالمبادرة وتشجيع الناس على المشاركة فيها.
عدد من المكتبات المغربية دعمت المبادرة، وتبرعت إحداها بخمسمئة مؤلَّف.
- "إعطاء فرصة للسجين ليقرأ ولو قصة أو رواية فترةَ سجنه، على الأقل يكون قد خرج بمعلومة ثقافية تُبعده عن المخدرات أو المشاكل التي جعلته يدخل السجن".
وعلى مستوى الأفراد، تبرع كثيرون بكتبهم القديمة أو الجديدة، مساهمةً منهم في التخفيف من يوميات السجن الرتيبة.
نُقل مرة عن سجين: "لو قرأتُ هذا الكتابَ من قبل، ما كنتُ ارتكبتُ الجرائم التي ارتكبتُها".
وكتبت إحدى المتبرعات في إهدائها إلى من سيصله الكتاب هنا: "إليكَ أيها القابع خلف الجدران، كيف حالك؟ حين تغادر ظلمة السجن، لن يبقى من ماضيك غيرُ صوت المفاتيح الغليظة".