400 مليون عام هي عمر الحشرات وبأنواع تقترب من عشرة آلاف، أي أنها تمثل معظم التنوع الفطري في كوكب الأرض. وتكمن أهمية الحشرات في كونها حلقة وصل بين مختلف المكونات البيئية، ممّا أهلها لتكون أهم وأكبر ناقل للقاحات وغبار الطلع.
تؤكد ذلك حقيقة أن حشرات مثل النحل والفراش والخنافس والدبابير وغيرها، تلقح من الفواكه والخضراوات نسبة تتراوح بين 50 و90 في المائة من غذاء البشر اليومي. وعليه فإن أي خطر يتهدد الحشرات ينعكس على البشر وقوتهم وطعامهم بالضرورة.
تتعرض الحشرات ومنذ عقود لخطر الانقراض بسبب عوامل مثل التغير المناخي وقطع الغابات والإفراط في استخدام المبيدات. وبحسب علماء فإن 40% من الحشرات يمكن أن تختفي خلال بضعة عقود، بل خلصت دراسات إلى أن أعداد الحشرات تتراجع إلى النصف كل 25 عاما.
وبديهي أن أي تراجع في عدد الحشرات سيقابله تراجع في إنتاج الخضراوات والفواكه، ممّا يضع العالم أمام تحدٍّ حقيقي، تحدٍّ يقول علماء إنه ما زال في الإمكان احتواؤه إذا تعاملت الحكومات مع المشكلة بالجدية والحسم اللازمين.
الأمر لا يتعلق بالحشرات بمفردها، بل بالطبيعة ودورة الحياة وعلاقات التكامل التي تحكمها والنتائج الكارثية التي يمكن أن يقود إليها أي خلل في هذه العلاقات.
400 مِلْيُونِ عَامٍ هِيَ عُمْرُ الْحَشَرَاتِ وَبَأَنْوَاعٍ تَقْتَرِبُ مِنْ عَشَرَةِ آلَافٍ، أيْ أنَّهَا تُمَثِّلُ مُعْظَمَ التَّنَوُّعِ الْفِطْرِيِّ فِي كَوْكَبِ الْأَرْضِ. وَتَكْمُنُ أهَمِّيَّةُ الْحَشَرَاتِ فِي كَوْنِهَا حَلْقَةَ وَصْلٍ بَيْنَ مُخْتَلِفِ الْمُكَوِّنَاتِ الْبِيئِيَّةِ، مِمَّا أَهَّلَهَا لِتَكُونَ أهَمَّ وَأَكْبَرَ نَاقِلٍ لِلَّقَاحَاتِ وُغُبَارِ الطَّلْعِ.
تُؤَكِّدُ ذَلِكَ حَقِيقَةُ أنَّ حَشَرَاتٍ مِثْلَ النَّحْلِ وَالْفَرَاشِ وَالْخَنَافِسِ وَالدَّبَابِيرِ وَغَيْرِهَا، تُلَقِّحُ مِنَ الْفَوَاكِهِ وَالْخَضْرَاوَاتِ نِسْبَةً تَتَرَاوَحُ بَيْنَ 50 وَ90 فِي الْمِئَةِ مِنْ غِذَاءِ الْبَشَرِ الْيَوْمِيِّ.
وَعَلَيْهِ فَإِنَّ أيَّ خَطَرٍ يَتَهَدَّدُ الْحَشَرَاتِ يَنْعَكِسُ عَلَى الْبَشَرِ وَقُوتِهِمْ وَطَعَامِهِمْ بِالضَّرُورَةِ.
تَتَعَرَّضُ الْحَشَرَاتُ وَمُنْذُ عُقُودٍ لِخَطَرِ الانْقِرَاضِ بِسَبَبِ عَوَامِلَ مِثْلِ التَّغَيُّرِ الْمُنَاخِيِّ وَقَطْعِ الْغَابَاتِ وَالْإفْرَاطِ فِي اسْتِخْدَامِ الْمُبِيدَاتِ. وَبِحَسَبِ عُلَمَاءَ فَإِنَّ 40% مِنَ الْحَشَرَاتِ يُمْكِنُ أنْ تَخْتَفِيَ خِلَالَ بِضْعَةِ عُقُودٍ، بَلْ خَلَصَتْ دِرَاسَاتٌ إلَى أنَّ أعْدَادَ الحَشَرَاتِ تَتَرَاجَعُ إلَى النِّصْفِ كُلَّ 25 عَامًا.
وَبَدِيهِيٌّ أنَّ أيَّ تَرَاجُعٍ فِي عَدَدِ الْحَشَرَاتِ سَيُقَابِلُهُ تَرَاجُعٌ فِي إنْتَاجِ الْخَضْرَاوَاتِ وَالْفَوَاكِهِ، مِمّا يَضَعُ الْعَالَمَ أمَامَ تَحَدٍّ حَقِيقِي، تَحَدٍّ يَقُولُ عُلَمَاءُ إنَّهُ مَا زَالَ فِي الْإمْكَانِ احْتِوَاؤُهُ إذَا تَعَامَلَتِ الْحُكُومَاتُ مَعَ الْمُشْكِلَةِ بِالْجِدِّيَّةِ وَالحَسْمِ اللَّازِمَيْنِ.
الْأَمْرُ لَا يَتَعَلَّقُ بِالْحَشَرَاتِ بِمُفْرَدِهَا، بَلْ بِالطَّبِيعَةِ وَدَوْرَةِ الْحَيَاةِ وَعَلَاقَاتِ التَّكَامُلِ الَّتِي تَحْكُمُهَا وَالنَّتَائِجِ الْكَارِثِيَّةِ الَّتِي يُمْكِنُ أنْ يَقُودَ إلَيْهَا أيُّ خَلَلٍ فِي هَذِهِ الْعَلَاقَاتِ.
