رَجَعْتُ لنفْسِي فَاتَّهَمْتُ حَصَاتِي * وَنَادَيْتُ قَوْمِي فَاحْتَسَبْتُ حَياتِي
رَمَوْنِي بِعُقْمٍ فِي الشَّبَابِ وَلَيْتَنِي * عَقِمْتُ فَلَمْ أَجْزَعْ لِقَوْلِ عُدَاتِــي
وَلَدْتُ وَلَمَّا لَمْ أَجِدْ لِعَرَائِسِـــــي * رِجَالاً وَأَكْفَاءً وَأَدْتُ بَنَاتِـــــــي
وَسِعْتُ كِتابَ اللهِ لَفْظًا وَغَايَـــةً * وَمَا ضِقْتُ عَنْ آيٍ بِهِ وَعِظَاتِ
فَكَيْفَ أَضِيقُ الْيَوْمَ عَنْ وَصْفِ آلةٍ * وَتَنْسِيقِ أَسْمَاءٍ لِمُخْترَعَــاتِ
أَنَا الْبَحْرُ فِي أَحْشَائِهِ الدُّرُّ كَامِنٌ * فَهَلْ سَأَلُوا الْغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتِي
الشاعر
هو محمد حافظ إبراهيم ( 1872 - 1932م) شاعر مصري من شعراء النهضة الأدبية الحديثة.
عرف بمناصرة مطالب الشعب وقضايا الأمة والتعبير عن ذلك في شعره، وكان من أنصار المدرسة الأدبية المحافظة التي تدعو إلى التأسي بالشعر العربي القديم في عهود قوته.
القصيدة
أنشأ حافظ إبراهيم هذه القصيدة على لسان اللغة العربية، شاكيًا وضعها في بداية القرن العشرين إبّان فترة الاستعمار الغربي.
حيث كانت العربية تعاني من الإهمال والاتهام بأنها لا يمكن أن تعبر عن العلوم والمخترعات الحديثة، وقد وصل الأمر إلى أن بعض المثقفين دعا إلى نبذها واستعمال اللغات الغربية بدلها في التعليم والثقافة والإعلام.