إذا القَوْمُ قالُوا مَنْ فَتًى؟

  • إخفاء النص

إِذا الْقَوْمُ قالُوا مَنْ فَتًى خِلْتُ أَنَّنِي   عُنِيتُ، فَلَمْ أكْسَلْ ولَمْ أتبلّدِ

ولَسْتُ بِحَلاَّلِ التِّلاعِ مَخافَةً       ولَكِنْ مَتَى يَسْتَرْفِدِ القَوْمُ أَرْفِدِ

فإِنْ تَبْغِنِي فِي حَلْقَةِ القَوْمِ تَلْقَنِي   وإنْ تَلْتَمِسْنِي في الحَوانيتِ تَصْطَدِ

وإنْ يَلْتَقِ الحَيُّ الجَميعُ تُلاقِنِي     إلَى ذُرْوَةِ البَيْتِ الشَّريفِ المُصَمَّدِ ...

فَما لِي أَرانِي وَابْنَ عَمِّيَ مالِكًا       مَتَى أَدْنُ مِنْهُ يَنْأَ عَنِّي وَيَبْعُدِ

يَلُومُ وَما أَدْرِي عَلامَ يَلُومُنِي    كَما لامَنِي في الحَيِّ قُرْطُ بْنُ أَعْبَدِ

عَلَى غَيْرِ ذَنْبٍ قُلتُهُ غَيْرَ أَنَّنِي       نَشَدْتُ فَلَمْ أُغْفِلْ حَمُولَةَ مَعْبَدِ

وَقَرَّبتُ بِالقُرْبَى وَجَدِّكَ إِنَّنِي       مَتَى يَكُ أَمْرٌ لِلنَكِيثَةِ أَشْهَدِ

وَإِنْ أُدْعَ لِلْجُلَّى أَكُنْ مِنْ حُماتِها   وَإِنْ يَأتِكَ الأَعْداءُ بِالجَهْدِ أَجْهَدِ ...

وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضاضَةً    عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ

فَذَرْنِي وعِرْضِي إنَّنِي لَكَ شاكِــرٌ   ولَوْ حَلّ بَيْتِي نائِيًا عِنْد ضَرْغَدِ ...

أرَى المَوْتَ أعْدادَ النُّفُوسِ ولا أَرَى   بَعِيدًا غَدًا، ما أَقْرَبَ اليَوْمَ مِنْ غَدِ!

سَتُبْدِي لَكَ الأَيامُ ما كُنْتَ جاهِلًا   ويَأْتِيكَ بِالأَخْبارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ

المصدر:

ديوان طرفة بشرح الأعلم الشنتمري

تحقيق درية الخطيب ولطفي الصقال

المؤسسة العربية

بيروت/ لبنان

ص 41

الشاعر

هو طرفة بن العبد البكري أحد أعلام الشعر البارزين في العهد الجاهلي، عاش في شبه الجزيرة العربية وقتل نحو سنة 565 وهو شاب لم يبلغ الثلاثين من العمر.

من أشهر شعر طرفة معلقته التي يصور فيها ما عاشه من لهو ومجون، وما لاقاه من ظلم من أقاربه الذين تربّى في كنفهم وهو يتيم.

النص

هذا النص مقطع من معلقة طرفة، وفيه يفخر بأخلاقه وصفاته النبيلة من نجدة وكرم وبذل وشجاعة، وهي أخلاق تمثل قمّة القيم العربية آنذاك. كما يفخر بشرف حسبه وعلوّ منزلته الاجتماعية.

ولكن يبدو أن كرم الأخلاق وشرف الحسب لم يشفعا لطرفة لدى أقاربه وأبناء عمه؛ ومن ثم يأتي المحور الثاني في النص وهو الشكوى من ظلم هؤلاء الأقرباء وعتابهم، والتمرد عليهم.

ثم يختم الشاعر بتأملات في الحياة تبرز تذمره من الواقع وتطله إلى المستقبل.

حَدِّدْ مَا هُوَ صَوابٌ ومَا هُوَ خَطَأٌ مِن المَعْلوماتِ التّالِيَة

اخْتَر الْإِجَابَةَ الصَّحِيحَةَ لِكُلٍّ مِن الأسْئِلَةِ التّالِيَة